26/07/2022 - 14:13

قطع الطريق على فلسطين | فصل

قطع الطريق على فلسطين | فصل

«قطع الطريق على فلسطين: تاريخ سياسيّ، من كامب ديفيد إلى أوسلو» (2022)

 

صدرت حديثًا عن «مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة» ترجمة كتاب الباحث الأمريكيّ سث أنزيسكا «قطع الطريق على فلسطين: تاريخ سياسيّ، من كامب ديفيد إلى أوسلو» (2022)، من ترجمة داوود تلحمي ومراجعة أكرم الخطيب.

جاء في تقديم الكتاب: "منذ أكثر من أربعين سنة عقدت إسرائيل معاهدة سلام مع مصر، يُنظر إليها على نطاق واسع، كانتصار للدبلوماسيّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط. لكن يبقى الفلسطينيّون بلا دولة حتّى يومنا هذا. إنّ كيفيّة استمرار حالة انعدام الدولة للفلسطينيّين والسبب الكامن وراءه هما جوهر أسئلة كتاب سيث أنزيسكا الرائد، الّذي يستكشف فيه الإرث المعقّد للاتّفاقيّة الّتي توسّط فيها الرئيس الأمريكيّ الأسبق جيمي كارتر".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة فصلًا من الكتاب بإذن الناشر.

 


 

في كانون الثاني (يناير) 1980، أوصى زبيغنيو بريجينسكي، مستشار جيمي كارتر للأمن القوميّ، بإعداد دراسة معمّقة بعنوان: «علاقات الولايات المتّحدة مع الراديكاليّين العرب». وُزِّعت الوثيقة السرّيّة جدًّا الّتي أُعدّت على عدد منتقى من المسؤولين في إدارة جيمي كارتر، شملت الرئيس نفسه ووزير الخارجيّة سايروس فانس. جاء إعداد هذه المذكّرة في أعقاب الثورة الإيرانيّة وفي إبّان الغزو السوفييتيّ لأفغانستان، لترسم السبل الّتي تستطيع أمريكا اعتمادها لتحسين علاقاتها مع العالم الإسلاميّ.

أبرزت دراسة بريجينسكي أنّ علاقات الولايات المتّحدة "مع الراديكاليّين العرب مرتبطة، إلى حدّ كبير، بموقفنا من الفلسطينيّين وممثّلهم الحائز أوسع اعتراف «منظّمة التحرير الفلسطينيّة»"، ورأى مستشارو كارتر أنّه "طالما نحتفظ بموقفنا الراهن من «م. ت. ف.»، وطالما لا يرى الفلسطينيّون دولة مستقلّة في المستقبل، فإنّ التقدّم على هذه الجبهات الأخرى سيكون محدودًا على الأرجح».

 

إدارة ريغان المحافظة

لم تكن الإدارة الجديدة متجاوبة مع موقف كهذا؛ فعندما سُئِلَ ريغان خلال الحملة الانتخابيّة إذا ما كان يعتبر «م. ت. ف.» منظّمة إرهابيّة، ردّ بالإيجاب، وفي الوقت ذاته أيضًا أجرى تمييزًا مهمًّا: "أنا أميّز بين «م. ت. ف.» واللاجئين الفلسطينيّين، لم ينتخب أحد قطّ «م. ت. ف.»، وكانت آراؤه متناغمة مع مشاعر النفور الأوسع لدى المحافظين تجاه عنف الحركات المناهضة للاستعمار في ستّينيّات القرن العشرين وسبعينيّاته؛ فريغان قال في خطابه في مؤتمر «بناي بريت B’nai B’rith»: "نحن نعيش في عالم أصبح في إمكان أيّ عصابة من البلطجيّة، ذكيّة بما فيه الكفاية لإدراج كلمة ’تحرير‘ في اسمها، أن تقتل أطفال المدارس وتقدّم أعمالها بصورة تبدو جذّابة وعظيمة... الإرهابيّون ليسوا فدائيّين، ولا كوماندوس، ولا مقاتلين من أجل الحرّيّة أو أيّ شيء آخر. هم إرهابيّون ويجب اعتبارهم كذلك. وإذا كان آخرون يرغبون في التعامل معهم، وإقامة علاقات دبلوماسيّة معهم، فليكن ذلك على رؤوسهم. وليكونوا مستعدّين لدفع ثمن الاسترضاء".

تعهّد ريغان بالتمسّك بالاتّفاق الأمريكيّ مع إسرائيل عام 1975 بشأن عدم التعامل مع «م. ت. ف.» إلى أن تلبّي المنظّمة شروط الحوار وتصبح "ممثّلة حقيقةً لأولئك العرب الفلسطينيّين المتلزمين بالسلام، وليس بإقامة كيان يدور في فلك السوفييت في قلب الشرق الأوسط".

تعهّد ريغان بالتمسّك بالاتّفاق الأمريكيّ مع إسرائيل عام 1975 بشأن عدم التعامل مع «م. ت. ف.» إلى أن تلبّي المنظّمة شروط الحوار وتصبح "ممثّلة حقيقةً لأولئك العرب الفلسطينيّين المتلزمين بالسلام

مع أنّ «م. ت. ف.» كانت، في السبعينيّات تنتقل من المقاومة العسكريّة إلى مسار دبلوماسيّ، إلّا أنّ خلافات بين الفصائل المكوّنة للحركة الوطنيّة الفلسطينيّة كانت لا تزال مرئيّة. وعزّزت عدّة هجمات مسلّحة في مطلع الثمانينيّات قناعة الإدارة الأمريكيّة بعدم وجود شريك تفاوضيّ لدى الفلسطينيّين. كانت الحكومات الأوروبّيّة، في المقابل، تنظر إلى المنظّمة نظرة مركّبة على اعتبار أنّها تمرّ بمرحلة تحوّل داخليّ، وهي اعترضت على أحكام الإدانة الواسعة هذه، داعيةً إلى التواصل مع الذراع الرسميّة للوطنيّين الفلسطينيّين. في لقاء لوزير الخارجيّة البريطانيّة اللورد كارينغتون مع قيادات يهوديّة، قال إنّه "شخصيًّا يعارض الإرهاب، لكنّه أمضى، خلال العامين السابقين، وقتًا يتفاوض مع مَن يسمّون ’إرهابيّين‘ أو ’مقاتلو الحرّيّة‘، بحسب وجهة النظر الّتي يتبنّاها مَن يُطلق عليهم الوصف، أكثر ممّا أمضى مع غير الإرهابيّين". واعتبر الأوروبّيّون الفصائل الرفضاويّة والجماعات المنشقّة مسؤولة عن استمرار العنف، وإحدى هذه الجماعات كانت ’منظّمة أبو نضال‘ سيّئة السمعة، الّتي تشكّلت عام 1974 في انشقاق في «م. ت. ف.»، ولقيت هذه الجماعة دعمًا من العراق البعثيّ في حملة من العمليّات المسلّحة الّتي قامت بها ضدّ إسرائيل وأهداف غربيّة، وكذلك ضدّ أعضاء في «م. ت. ف.» انتهجوا نهجًا دبلوماسيًّا، وفي حالات عديدة قام مسؤولو البيت الأبيض في عهد ريغان بطمس هذه التمايزات.

 

طمس ’الأصوات المعتدلة‘

كان ريشتارد آلن، مستشار ريغان للأمن القوميّ، شخصيّة مركزيّة في صوغ سياسة الإدارة تجاه «م. ت. ف.»، وكان صوته عاليًا في تبخيس أهمّيّة الاتّجاهات الّتي تسعى لمزيد من الاعتدال داخل المنظّمة. اعتبر آلن، في مقابلة مع البرنامج الإخباريّ «20/20»، لشبكة «إيه بي سي ABC» التلفزيونيّة، الجماعة ’منظّمة إرهابيّة‘، "حتّى توفّر إثباتات مقنعة في الاتّجاه المعاكس". ووفق آلن، فإنّ للجماعات المعتدلة داخل المنظّمة القليل من التأثير في الموقف الإجماليّ للإدارة: "سمعت توصيفات اعتبرت عرفات معتدلًا. لكنّنا بالتأكيد نفتقد برهانًا قويًّا على صحّة هذا التقدير. فالوجه المعتدل لشخص ما، هو وجه لشخص آخر إرهابيّ". وفي ردّ على سؤال بشأن النفوذ السوفييتيّ في المنطقة، قال آلن: "من الصعب تقييم العلاقة مع «م. ت. ف.»، لأنّ هناك عدّة أطراف مكوّنة (...) لكن، في المجمل، أرى من المنصف القول إنّ الاتّحاد السوفييتيّ يدعم الأهداف الرئيسيّة لـ «م. ت. ف.»".

كان دوغلاس ج. فايث، خصمًا أيديولوجيًّا آخر لـ «م. ت. ف.» داخل مجلس الأمن القوميّ؛ ففي مذكّرة، خضعت لتنقيح رقابيّ واسع، تناولت علاقات الولايات المتّحدة مع الفلسطينيّين، اقترح فايث مقاربة غير مهادنة تنسجم مع الأهداف العالميّة للإدارة بشأن الحرب الباردة، فعلى الإدارة اتّخاذ إجراءات تثبت ’الانسجام‘ بين ثلاثة "وعود وموضوعات رئيسيّة في السياسة الخارجيّة، أوّلًا، محاربة الإرهاب الدوليّ، ثانيًا، مواجهة استخدام الاتّحاد السوفييتيّ لوكلاء مثيرين للقلاقل، ثالثًا، دعم أصدقائنا ودفع أعدائنا إلى الخارج". وأبرز فايث فقرة من شهادة تثبيت وزير الخارجيّة ألكسندر هيغ في مجلس الشيوخ، عندما اختار هيغ «م. ت. ف.» وحدها ليصفها بـ "جماعة من الإرهابيّين المتصلّبين القساة إلى حدّ كبير". وأوصت مذكّرة غير موقّعة أُرفقت بتحليل فايث بـ "حملة متعدّدة الجوانب ضدّ «م. ت. ف.»"، بما يشمل تهميشها الدبلواسيّ من خلال حملة لـ ’عزل‘ الجماعة، والتشديد على إبراز صلاتها بالسوفييت، والدعوة إلى إغلاق مكتب إعلام «م. ت. ف.» في واشنطن. كما حمل العنصر الثاني المقترح في الحملة الأمريكيّة ضدّ «م. ت. ف.» عنوان ’القوّة‘، ودعت التوصية الأولى فيه إلى توفير "ضوء أخضر لإسرائيل لتدمير قدرات المنظّمة العسكريّة".

كان مسؤولون آخرون في البيت الأبيض يدركون أنّ الوضع معقّد، ولذلك حاولوا تقديم تحليلات أقلّ حدّة. كتب ريموند تانتر، موظّف في مجلس الأمن القوميّ يتابع بصورة خاصّة قضايا الشرق الأوسط، لريتشارد آلن في تشرين الثاني (نوفمبر): "يجب ألّا يقوم الرئيس بوصم كلّ منظّمات «م. ت. ف.» بالإرهاب، لأنّها تشمل عددًا من المؤسّسات الاجتماعيّة والسياسيّة". واستشهد بـ ’الدليل الفلسطينيّ‘ (Palestinian Handbook)، للاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة (CIA) الّذي أقرّ بوجود هيئات غير إرهابيّة، مثل «مركز الأبحاث» التابع لـ «م. ت. ف.» و«جمعيّة الهلال الأحمر الفلسطينيّ»، وألّف تانتر كرّاسًا توضيحيًّا عن هذا الموضوع من أجل مؤتمر صحافيّ رئاسيّ، سلّط الضوء على التمايز بين هيئات محدّدة ذات وظائف إنسانيّة، و«م. ت. ف.» ككلّ. وشدّد، في هذا الكراس، على أنّه لن يكون هناك مفاوضات إلى أن يتمّ قبول قرارات «الأمم المتّحدة» ذات الصلة، إضافة إلى تأكيد حقّ إسرائيل في الوجود. وواصل عضو الكونغرس بول فيندلي، الّذي كان قد دعا إلى عدم التعامل مع «م. ت. ف.» خلال ولاية كارتر، تأكيد أنّ مصالح السياسة الأمريكيّة طويلة الأمد في المنطقة تتطلّب حوارًا مع «م. ت. ف.»، لكنّ الإدارة تمسّكت رسميًّا بموقفها.

 

ما وراء الخطاب الرسميّ

أمّا على المستوى غير الرسميّ؛ فهناك توثيقات واسعة تؤكّد وجود اتّصالات مباشرة على مستوى متدنٍّ بين الحكومة الأمريكيّة وأعضاء معتدلين في «م. ت. ف.»، وكشفت سلسلة من المقالات في الصحافة صيف عام 1981 عن محادثات كانت تجري منذ وجود هنري كينسجر في موقع المسؤوليّة، واستمرّ عناصر اتّصال ريغان في تسهيل إجرائها من خلال وكالة الاستخبارات المركزيّة والسفارة الأمريكيّة في بيروت بصورة خاصّة. كانت لدى الإدارة اتّصالات أقلّ رسميّة مع أعضاء «م. ت. ف.» أيضًا، من خلال محاورين مثل جون مروز، مدير دراسات الشرق الأوسط في «أكاديميّة السلام الدوليّة» في نيويورك. وتظهر علاقات مروز القريبة بعصام السرطاوي، الصوت الفلسطينيّ البارز في مجال التواصل، واضحة من خلال رسائل جرى إيصالها مباشرة إلى جيفري كيمب، وهو مدير رئيسيّ لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الأمن القوميّ، وسلّم السرطاوي مروز وثائق رسميّة لـ «م. ت. ف.» موزّعة من عرفات، تمّ تسليمها بعد ذلك بنسختها العربيّة الأصليّة إلى كيمب في البيت الأبيض.

على المستوى غير الرسميّ؛ فهناك توثيقات واسعة تؤكّد وجود اتّصالات مباشرة على مستوى متدنٍّ بين الحكومة الأمريكيّة وأعضاء معتدلين في «م. ت. ف.»...

كما تكشف نقاشات داخليّة في الجهاز التنفيذيّ بوضوح فهمًا أدقّ لـ «م. ت. ف.» وعناصرها الدافعة إلى الاعتدال ممّا يمكن أن توحي به ملاحظات آلن العلنيّة، أو توصيات دوغلاس فايث الداخليّة. إذ رسم لاندرم بولينغ، في مذكّرة إلى كيمب في آب (أغسطس)، صورة أكثر واقعيّة للوضع الفلسطينيّ المعقّد. وأبرز بولينغ، الّذي كان عنصر الاتّصال المهمّ في القناة الخلفيّة مع «م. ت. ف.» في عهد كارتر، الصدع المتّسع بين الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة و«م. ت. ف.» في بيروت، وأشار إلى أنّ الشعور السائد لدى سكّان الضفّة الغربيّة هو أنّه "ليس هناك حتّى الآن أيّ استراتيجيا متماسكة وموحّدة لإنهاء الاحتلال وجلب السلام"، وهم ألقوا اللوم على قيادة متصارعة في لبنان في إعاقة استمرار التقدّم السياسيّ، وانتقدوا العمليّات المسلّحة عبر الحدود لكونها توفّر تبريرًا لبقاء الاحتلال الإسرائيليّ.

مع ذلك، كان هناك موقف إجماعيّ يدعم «م. ت. ف.» كصوت شرعيّ للشعب الفلسطينيّ، معتبرينها نواة لدولة مستقلّة. وركّز بولينع، خلافًا لآلن، على هذه التطوّرات الإيجابيّة: "الفلسطينيّون يقبلون إسرائيل كواقع دائم في الشرق الأوسط، وهم يعلمون أنّ إسرائيل وجدت لتبقى، وهم مستعدّون للتعايش مع هذه الفكرة، ولم يعد هناك تقريبًا أيّ فلسطينيّ يفكّر أو يتحدّث عن إزالة دولة إسرائيل".

 

الموقف الفلسطينيّ 

أخذت الفصائل في بيروت علمًا بالجوّ العدائيّ في واشنطن، وانعكس ذلك في الصحافة العربيّة النشاطة في تلك الفترة. وكانت «مجلّة الهدف»، إحدى المجلّات الأسبوعيّة الرئيسيّة، ناقدة بلا هوادة لما وصفته بالتطلّعات الأمريكيّة الاستعماريّة الجديدة في الشرق الأوسط، إلى جانب انتقادها إخفاقات الدول العربيّة، الّتي ينظر إليها على أنّها باعت القضيّة الفلسطينيّة. كانت المجلّة، الّتي أسّسها الكاتب الفلسطينيّ ذائع الصيت غسّان كنفاني، لسان حال «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»، ذات التوجّهات الماركسيّة. كان للجبهة دور الثقل الموازن لتنظيم ياسر عرفات «فتح» المهيمن، وكانت المواقف الّتي يجري التعبير عنها في نشرتها الرسميّة تعكس وجهة نظر العديد من القيادات القاعديّة في لبنان، والّتي كانت تتوجّس من دعوات التواصل وفق خطوط إملاءات الولايات المتّحدة.

كانت «مجلّة الهدف»، إحدى المجلّات الأسبوعيّة الرئيسيّة، ناقدة بلا هوادة لما وصفته بالتطلّعات الأمريكيّة الاستعماريّة الجديدة في الشرق الأوسط، إلى جانب انتقادها إخفاقات الدول العربيّة...

كانت «الهدف» ترى أنّ ريغان نفسه يعيد الاعتبار لاستخدام القوّة كأداة ذات أولويّة في السياسة الخارجيّة الأمريكيّة في المنطقة، وكان يجري النظر إلى كون الرئيس ريغان، ووزير الخارجيّة هيغ، تخلّيا تمامًا عن نهج كارتر وأجندة حقوق الإنسان لدى الولايات المتّحدة، خصوصًا من خلال مقاربته المعادية بحدّة للسوفييت. لم يكن ريغان، في نظر الناشطين الفلسطينيّين في الجنوب الكونيّ، يترك كثيرًا من المجال لإمكان تحسين صورة أمريكا في الخارج. وعكست تقارير «الهدف» مناخ الأشهر القليلة الأولى من ولاية ريغان، الّتي شهدت استبدال الاهتمام بمعالجة الصراغات الإقليميّة بإعادة إنتاج استراتيجيّات الحرب الباردة.

في أواسط شباط (فبراير) 1981، كانت المجلّة تهاجم الرئيس الجديد بقوّة لقيامه بتصعيد الضغط العسكريّ في المنطقة واعتماد مواقف أيديولوجيّة تضع الاتّحاد السوفييتيّ في موقع الخصم الأوّل في الشرق الأوسط. لكنّ الثقل الأكبر من نقمة «الهدف» كان موجّهًا نحو إسرائيل ورئيس الحكومة الإسرائيليّة مناحيم بيغن. وتحت رسم كاريكاتوريّ تبشيعيّ لبيغن، بوجه مشوّه، وبيدين تقطران دمًا، وخنجر جاهر للاستخدام، ندّدت المجلّة بسياسة الاستيطان الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة وبمساعي بيغن لتقويض الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة.

 


 

سِث أنزيسكا

 

 

 

 

يشغل منصف أستاذ مشارك في كرسيّ محمّد س. فارس – بولونسكي في العلاقات اليهوديّة – الإسلاميّة في «كلّيّة لندن الجامعيّة»، نُشِرَت كتاباته في صحيفة «نيويورك تايمز» وفي دوريّة «نيويورك ريفيو أوف بوكس».

 

 

التعليقات